logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
سفارة الجزائر بالمنامة

سفارة الجزائر بالمنامة تحتفل بالذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر 2024-1962 عيد مجيد وعهد مع التجديد

سفارة الجزائر بالمنامة تحتفل بالذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر 2024-1962   عيد مجيد وعهد مع التجديد

تحي الجزائر وشعبها اليوم الذكرى الثانية والستين لاسترجاع سيادتها ودروس هذا اليوم الأغر وعبره لا تنقضي.

فرنسا لم تخضع لمنطق الحق والعدالة ودواعي الأحداث ومقتضياتها بقدر ما خضعت لمنطق القوة والبأس الذين جسدهما كفاح شعب الجزائر وإرادته التي لا تقهر ذلك الانعتاق الذي ناضل في سبيله أمدا من الدهر وقاتل من أجله خلال ثورته المظفرة سبعة سنين قدم خلالها على مذبحة التضحية والفداء مليونا ونصف مليون من أبنائه شهداء.

لقد أدركت فرنسا الواقعية فشلها الاستراتيجي رغم أن بعض جيوب الغطرسة والمكابرة المتشبثة بأوهام الهيمنة ظلت غير واعية بهذه الانتكاسة وحاولت الهروب إلى الأمام، بعد أن غرز أبطال الأمة الجزائرية راية النصر على أنقاض هيكلها المتهالك وفلوله العدوانية الحاقدة. فاستقلال الجزائر حدث حفر في ذاكرة الكون ونبراسا شع بنوره في تاريخ البشرية وما زال منارة يهتدي بها كل من يعشق الحرية والعدل والمثل الإنسانية العليا. فقد علق أحد المثقفين العرب على ذلك قائلا: "إن انتصار الجزائر يعني انتصار الحق على الباطل والنور على الظلام والحرية على العبودية وهو ليس انتصار للشعب الجزائري فقط بل للامة العربية والإسلامية جمعاء ولجميع من يتوقون إلى الحرية والحق وتهوى أفئدتهم إليهما".

 

وقال آخر: أن ثورة الجزائر أكاليل غار تزين جبين الإنسانية كلها. فهي لم تكن صراعاً بين شعب عربي مسلم يريد الخلاص من الاستعمار، وأعداء أقوياء ظالمون ينكرون عليه هذا الحق، ولم تكن حرباً بين الجزائر وفرنسا وحسب، بل كانت ثورة بين الحق بكل ما تمثله هذه الكلمة من معان، وبين الباطل بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من شرور. وقال آخر:

لا يوجد شعب في التاريخ اشترى الاستقلال بالثمن الباهظ الذي اشترى به الجزائريون استقلالهم أن انتصار الجزائر إنما هو انتصار للإنسان حيث ما كان على قوى الشر والظلام التي تعرقل تطوره وتنتقص من قدره تركت في الوجدان العربي أثراً باقياً متجدداً وعبرة عميقة بالغة.

 

أما ثمار هذا الاستقلال فطيبة وكثيرة ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، مساهمة الجزائر بقدر كبير في تصفية الاستعمار بالقارة الإفريقية عبر جميع أنواع الدعم لاسيما عبر النشاط الدبلوماسي المكثف الذي رافق الثورة وتواصل بعدها. وظهرت مواقف الجزائر جلية عندما فتحت أبوابها لحركات التحرر والحركات المناهضة للعنصرية وكل ذلك أكسب الجزائر عن جدارة ريادة على دول العالم الثالث وشرعية لا ينكرهما سوى جاحد حقود.

تزايد تأثير الجزائر بفضل ريادتها في المطالبة بإصلاح النظام الاقتصادي العالمي، وإقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر إنصافا للدول النامية بصفة عامة، والدول الإفريقية بصفة خاصة. فاستعادة الجزائر ملكيتها لثرواتها المعدنية، وتأميمها للمحروقات الشيء الذي حثّ شعوب القارة السمراء على بسط سيادتهم على مجمل مواردهم الطبيعية.

 

وعلى الساحة العربية كانت الجزائر دوما وفية لانتماءاتها وفضاءها وعمقها الاستراتيجيين في دعم الدول العربية في نصرة القضية الفلسطينية ومواجهة مشروع الاستدمار الصهيوني فقد شاركت في كل الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني وتاريخ بطولاتها في الشرق الوسط لم يكتب بعد تعففا دون منّة.

وتعيش الجزائر اليوم عهدا للتجديد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني إيجابية. تجديد عهد الوفاء للشهداء وتجديد هياكل الدولة المختلفة بما يسمح برفع التحديات التي يطرحها عالم اليوم الذي يطغى عليه منطق القوة والتعقيد والتنافس والصراع التكنولوجي والاستراتيجي. وكثيرا ما أفرز هذا المنطق مشاريع هيمنة وتفكيك ستقف الجزائر   بشعبها وقدراتها لها بالمرصاد.

فلتعش جزائرنا سيدة منيعة إلى الأبد.

السفير د. محمود براهم

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج - 2023