سفارة الجزائر بالمنامة تحتفل بالذكرى الـ83 لليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة الوطنية
كانت الكشافة الجزائرية قبل الثلاثينات فرنسية خالصة وكانت هذه الأخيرة تضم أفواجا كشفية دينية وعلمانية على غرار الكشافة الكاثوليكية وغيرها. وقد إنخرط بعض الشباب الجزائريين في صفوف الكشافة الفرنسية وقد جذبهم الزيّ الخاص بها والنياشين والنظام والإنضباط وظلّوا على ذلك الحال إلى أن جاءت إحتفالات الذكرى المؤية لإحتلال فرنسا للجزائر عام 1930 وقد شاركت الكشافة الفرنسية في الإستعراضات التى أثارت إشمئزاز الجزائريين وذكّت حقدهم على المستعمر فإنسحبوا منها وبدأوا في السعيّ إلى إنشاء كشافة جزائرية محضة. وكان هذا المسعى يحظى بدعم ومساندة من رجال الإصلاح في الجزائر.
وبعد هذا التاريخ ظهرت أفواج كشفية جزائرية تأسسّ أوّلها سنه 1935 وكانت كلها بمثابة رد فعل سياسي حيال المستعمر وخرافة "الجزائر الفرنسية" التى كان يروج لها، بل تأكيدا على عروبة الجزائر وإسلامها. وقد حملت تلك الأفواج طابعا سياسيا واضحا، فقد قام محمد بوراس (1908 - 1941) سنة 1935 بإعداد القانون الأساسي والنظام الداخلي للكشافة الإسلامية الجزائرية ثم ترأس المكـتب الإداري الأول لإتحادية الكشافة الإسلامية الجزائرية سنة 1939. وظل مرابطا داخل هذه المؤسسة حتى تاريخ إعدامه سنة 1941 بتهمة التعاون مع النازيين. وفي الحقيقة حاول محمد بوراس إقتناء السلاح والإعداد للثورة، غير أن أنعدام منظّمة مهيكلة قادرة على القيام بذلك عجّل بنهاية المشروع وأدى إلى إستشهاد محمد بوراس رحمة الله عليه.
وكذلك ظلت الكشافة الإسلامية الجزائرية حاضنة أولّية ومشتلة من مشاتل النضال الذى يحضّر للعمل الثوري الحق فقد منحت أجيالاً من الشباب المهيكلين سياسيا وجسديا لرفع مشعل المقاومة وغذت الحركة الوطنية بما لا يحصى من الرجال الأشاوس الذين حققوا فيما بعد إستقلال الجزائر و سؤددها.
عاشت الجزائر حرّة ومنيعة المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
السفير د. محمود براهم