logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
سفارة الجزائر بالمنامة

سفارة الجزائر بالمنامة تحتفل بالذكرى الثامنة والستين ليوم الطالب ”تلبية النداء ومسيرة البناء“

سفارة الجزائر بالمنامة تحتفل بالذكرى الثامنة والستين ليوم الطالب ”تلبية النداء ومسيرة البناء“

في التاسع عشر من مايو 1956 انعقد بالجزائر العاصمة تجمع عام للطلبة تم خلاله تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين. وكان الهدف المتوخى منه هو تحديد التدابير الواجب اتخاذها من أجل إفهام الحكومة الفرنسية والرأي العام الدولي بشكل خاص أن الطلاب والمثقفين الجزائريين منخرطون في النضال من أجل استقلال الجزائر وفي هذا الموعد تم إطلاق إضراب عام وغير محدود وقد حدث ذلك قبيل الامتحانات.

فلا مندوحة أن المعرفة والعمل يسيران في خط واحد وأن الوعي يؤدي بطبيعة الحال إلى الإرادة، التي تؤدي بدورها إلى العمل وتفعيل المسؤولية تجاه الوطن وتحرره. وفي الواقع، إذا لم يكن المثقف هو نفسه البادئ بأي عمل من أجل تحرير أمته، فلا يمكن له أبدا أن يبقى غير مبالٍ بمعاناة مواطنيه أو يتجاهل نداء الوطن الأم.

وخلال هذا الحدث العظيم وُجه نداء للطلاب للانضمام بشكل جماعي إلى جيش التحرير الوطني.  ومنذ ذلك التاريخ، واصل غالبية طلابنا وطلاب المدارس الثانوية تقريبًا الاستجابة بشكل كبير لدعوة جبهة التحرير الوطني لحشدهم في الكفاح المسلح من أجل التحرر الوطني. وبالفعل انضم عدد كبير من طلاب المدارس الثانوية والجامعات، من البنات والبنين، إلى صفوف جيش التحرير الوطني، على الرغم من أن سن بعضهم لم يتجاوز آنذاك السابعة عشرة ربيعا، وعلى الرغم من العدد المحدود للمواطنين الذين حصلوا على هذا المستوى التعليمي. لقد كان لهذه الحركة أثر نفسي كبير على شعبنا من حيث تقوية الهمم وشحذ العزائم على سبيل الانعتاق الوطني. وبدءا من ذلك التاريخ تم تكوين هؤلاء الشباب تدريجيًا من خلال الاتصال بجنود جيش التحرير الوطني وسرعان ما أصبحوا مسؤولين هامين وبلغ بعضهم مناصب عليا في التسلسل الهرمي للثورة الجزائرية.

وكان لنجاح هذا الإضراب أثر عظيم في قلب موازين الكفاح بحيث استفادت الثورة من الكفاءات والمهارات العلمية التي حملها الطلبة معهم بعد التحاقهم به كونهم يتمتعون بمستوى علميا هاما عزز من قدرات الثورة في مجالات عدة كالتنظيم والتخطيط والاعلام وغير ذلك.

ففي هذا اليوم الأغر الذي شكّل منعطفا تاريخيا مهيكلا ومؤثرا في مسار الثورة الجزائرية، أخذالطلاب الجزائريون زمام المبادرة وقررواتقرير مصيرهم بأيديهم وذلك شاهد على عمق وعيهم في مرحلة كانت الجزائر في أمسِ الحاجة لهم.

فإذا كانت الجزائر قد خصصت وقفة تأملية سنوية إجلالا وتقديرا لطبة العلم في بلادنا، فتلك الوقفة تعني أن أمتنا تهتم بشبابها ولاسيما منه تلك الفئة التي تعدها لحمل مشعل الأمانة، فتسدد خطاها لتحقيق مبتغاها وتخلد في التاريخ علاها وتعد للمستقبل العدة على وعي وبصيرة.

إن الاحتفال باليوم الوطني للطالب هو فرصة لإحياء التاريخ النضالي للطلبة الجزائريين والتذكير بدورهم البطولي في ثورة التحرير، كما يعكس هذا الحدث التزام الجزائر بتعزيز التعليم والثقافة وتنمية الشباب للمساهمة في بناء مجتمع قوي ومستقبل مزدهر للجزائر.

لقد كان للطلبة الجزائريين ما أرادوا وكان مبتغاهم هو احباط استراتيجية الاستعمار الهادفة لعزل الشعب عن نخبته وكانت أولى ثمار التضحية قوة الديبلوماسية الجزائرية في المحافل الدولية التي نلمسها اليوم بشكل باهر يبعث على الفخر والاعتزاز. لقد تمت تلبية النداء وانطلقت مسيرة البناء.

فلتعش جزائرنا حرة منيعة إلى الأبد.

السفير د. محمود براهم

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج - 2023